< !-- -->

ضربات صنعاء الموجعة للكيان الإسرائيلي تعرِّي الخذلان العربي لغزة 

ضربات صنعاء الموجعة للكيان الإسرائيلي تعرِّي الخذلان العربي لغزة 

     

    الصاروخ الباليستي فلسطين 2

    تستمر صنعاء في الموقف الذي تفردت به تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، دونا عن كل الأنظمة العربية، حيث قررت منذ الأيام الأولى للعدوان وقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية، وانخراطها في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، بالفعل لا بالقول، مترجمة ذلك الموقف إلى عمليات عسكرية لم يعد بمقدور أحد التقليل من شأنها أو تجاهل تأثيراتها على الكيان الإسرائيلي على كافة المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية،

    تقارير-يمني نيوز

    وهو الأمر الذي يزيد من إحراج الأنظمة العربية التي عجزت هذه المرة حتى من تبرير خذلانها لغزة، وللقضية الفلسطينية برمتها، ويكشف بوضوح أنه لا عذر يمكن أن يكون مبررا للصمت عن الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بالقتل والتجويع والحصار.

     

    تتواصل العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء في العمق الإسرائيلي، كما يتواصل بذلك الحظر الجوي الذي تفرضه على ميناء ين غوريون، والحظر البحري الذي تقرضه على الملاحة الإسرائيلية سواء في البحرين الأحمر والعربي، أو في مينائي إيلات وحيفا، مسقطة بذلك الهالة الدعائية التي أحاطت بها إسرائيل قدراتها العسكرية وخاصة ما تسميه "قوة الردع الإسرائيلية"، وملحقة بالاقتصاد الإسرائيلي خسائر تقدر بمليارات الدولارات، ومخلفة حالة من الاضطراب داخل الكيان، سواء على مستوى القيادة، أو على مستوى الشارع الإسرائيلي، الذي بات موقنا من أن الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم تعد آمنة له.

     

    وتسجل حركة النقل الجوي والبحري في إسرائيل تراجعا مستمرا منذ فرض صنعاء الحظر الجوي على مطار بن غوريون، مطلع الشهر الجاري، وكذا الحظر البحري على ميناء حيفا الأسبوع الماضي، حيث تكاد نسبة تراجع الرحلات الجوية من وإلى مطار بن غوريون تصل إلى60%، فيما تقترب نسبة تراجع الحركة في ميناء حيفا من 40%، في حين أن ميناء إيلات على البحر الأحمر لا يزال معطلا منذ أكثر من عام ونصف، الأمر الذي يراكم الكثير من الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية، ويزيد من النزيف الاقتصادي للكيان الإسرائيلي، الذي يترنح تحت وطأة هذه الخسائر وتتفاقم مشاكله الاقتصادية يوما بعد آخر.

     

    وما إن تدوي صفارات الإنذار في مدن ومناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذرة بهجوم جوي مصدره اليمن، حتى تدب حالة الذعر والهلع في الشارع الإسرائيلي، مجبرة أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الاتجاه إلى الملاجئ والتكدس فيها، بما لذلك من أثر على الحياة داخل الكيان المحتل، وتقويض أي مظهر من مظاهر السكينة العامة لدى الاحتلال، وهو ما يثير الكثير من الاضطراب وحالة عدم الاستقرار، ويسبب ضغطا كبيرا على قيادة الاحتلال، ويخلق حالة من عدم الثقة داخل المجتمع الإسرائيلي بحكومته، بعد أن اتضح أن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية أعجز من أن تحمي أهم منشآت الكيان ومناطقة الحساسة، ناهيك عن حماية بقية المناطق والمستوطنات.

     

    وبالنظر إلى الآثار والنتائج التي ترتبت على عمليات صنعاء ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتأثيراتها على كافة المستويات، والتي لا شك أن لها دور في إحباط مخططات تهجير الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والسيطرة عليهما، وأثر كبير في سير المعركة من قبل العدو، وثبات المقاومة الفلسطينية وصمودها حتى اليوم، فإن الموقف العربي المتخاذل عن نصرة غزة، يتحول إلى عامل قوة للعدو الإسرائيلي، ويكون له أثره الذي يصب في صالح الكيان الإسرائيلي، ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حيث يغدو التساؤل الملح والقياس المنطقي هو: ماذا لو أن عددا من الأنظمة العربية اتخذت موقفا مشابها لموقف صنعاء أو حتى مساندا له، ما مدى التأثير الذي كان يمكن أن يحدثه ذلك في نصرة غزة والقضية الفلسطينية ككل، وهل كان الكيان الإسرائيلي سيستمر في جرائم القتل والحصار بحق الشعب الفلسطيني؟ ولا شك أن الإجابة على هذا التساؤل- أيا تكن- ستدين الأنظمة العربية وسيحفظها التاريخ في أكثر صفحاته سوادا وقتامة.

    إرسال تعليق